تعتبر
الكفايات في إطار تدبير التعلمات هي قطب الرحى الذي تدور حوله باقي عناصر النسق .
وإذا كانت في أصلها اللاتيني تعني الاتجاه والذهاب نحو التلاؤم والتوافق مع شيء ما
، فإنها كذلك في مجال التربية والتعلم تحيل إلى مفهوم التدبير الجيد والاستعمال
الأمثل للموارد و الإمكانات لتحقيق المهام المطروحة وهذا يحيل إلى تدبير التعلمات
. ويوظف مفهوم التدبير كذلك في سياق البيداغوجيا المفتوحة في إطار ما يقوم به
الطلبة لتدبير نشاطهم الذاتي من مناقشة وتخطيط وتقويم[1].
من هنا تهدف هذه المجزوءة إلى تمكين الطالب الأستاذ من تقنيات تدبير وتنشيط
مقاطع ديداكتيكية في مكونات وحدة الاجتماعيات و التربية البيئية ، وذلك بالاشتغال
على التحليل العلمي الإجرائي
لمقاربة التدبير ضمن السياقات الديداكتيكية للمواد
الدراسية بالتعليم الابتدائي ،انطلاقا مما جاء في دفتر الضوابط البيداغوجية الخاص
بمجزوءات المنهاج الجديد و الصادر عن قسم استراتيجيات التكوين.
وتهدف كذلك إلى تنظيم وضعيات تكوينية من خلال
أنشطة يشتغل فيها الطالب الأستاذ على الضوابط المنهجية لتدريس مكونات المادة في
مستويات الرابع والخامس والسادس ابتدائي ثم على الضوابط العلمية للتدبير بين
المحددات الابيستيمولوجية و المحددات الديداكتيكية المنهجية لتدريس المادة
الدراسية .
أما فيما يتعلق بالاشتغال الوظيفي ، فيجب
استهداف بناء الكفايات المهنية الأساسية في أبعادها الإجرائية المهنية ، وبالتالي
بناء مقاربات التدبير البيداغوجي.
ومجمل القول أن رهانات هذه المجزوءة هي أن يصبح الطالب الأستاذ قادرا على تدبير و
تنشيط مقاطع ديداكتيكية تتعلق بمكون من مكونات وحدة الاجتماعيات بمستويات الرابع و
الخامس و السادس من التعليم الابتدائي ، ذلك لأن التنشيط يلعب دورا هاما في الحياة
المدرسية ، إذ يعد الأساس الداعم للفعل التعليمي التعلمي في المدرسة المغربية
بمفهوم التفعيل ، ويعد مكونا من مكونات هذا الفعل من منظور الممارسة الميدانية ،
ذلك أنه وسيط بيداغوجي فعال في مقاربة المواد الدراسية ، حين يحمل تلك المواد إلى
المتعلم في شكل مقاربات متنوعة و هادفة . كما أنه جزء من مكونات بنية المادة
الدراسية حين يكون مستهدفا بالتدريس [2].